[color=black]
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
ففى هذا الأيام نرى كثير من الناس يقولون ألفاظ ولا يلقون لها بالا ولا يعلمون انه لا يجوز على المسلم أن يتلفظ بها فأردت أن ألقى الضوء على بعض منها حتى نفكر فيما نقول حتى لا نقع فى أخطاء نحاسب عليها فيما بعد فكما قال الله سبحانه وتعالى:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )سورة الزلزلة
وقال سبحانه وتعالى أيضا:
(وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )سورة قفمن هذه الأخطاء:
1- الحلف بغير الله وأنتم ترونه كثيرا مثل والنبى والكعبة وحياة أولادى أو أبى وأشياء كثيرة من هذا القبيل التى لا يجوز الحلف بها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حلف بغير الله فقد أشرك "صحيح أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وهو مخرج في الإرواء
"من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" أخرجه مسلم والبخاري وهو في الإرواء
"الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة" صحيح أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأحمد من حديث أبي هريرة
عن رفاعة الجهني قال كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا حلف قال والذي نفس محمد بيده *" ( صحيح ) _ الصحيحة2069
عن ابن عمر قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يحلف بأبيه فقال" لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله" * ( صحيح ) _ الارواء 2698 ..
"من حلف بالأمانة ، فليس منا" . ( صحيح )
[ من حلف فليحلف برب الكعبة ] . ( صحيح )
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون "* ( صحيح ) _ النسائي 3769 .
عن بريدة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من حلف فقال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال وإن كان صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالما" * ( صحيح ) _ ابن ماجه 2100 2-تسمية الأبناء بأسماء لا يجوز أن نسمى بها أبنائنا مثل عبدالنبى وعبد الرسول فهذا كله لا يجوز لأن الصحيح أن نسمهم مثلا عبد الله أو عبد الرحمن فالعبودية تكون لله وحده سبحانه وتعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
3718 حدثنا أبو بكر حدثنا خالد بن مخلد حدثنا العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن "* ( صحيح ) _ الارواء 1176 : وأخرجه مسلم . 3851
] خير الأسماء عبدالله وعبدالرحمن ، وأصدق الأسماء همام وحارث ، وشر الأسماء حرب ومرة ] . ( صحيح ) _ وله شاهد عن الحسن بن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عليكم من الأسماء بيزيد ، فإنه ليس أحد ، إلا وهو يزيد في الخير والشر ، والحارث ، فإنه ليس أحد إلا وهو يحرث لآخرته أو دنياه ، وهمام ، فإنه ليس أحد إلا وهو يهم بآخرته أو دنياه ، فإن أخطأتم هذه السماء فعبدوا ". وقد تقدم برقم 904
.
4299 حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني أخبرنا محمد بن المهاجر الأنصاري قال حدثني عقيل ابن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة "* ( صحيح _ دون قوله : تسموا بأسماء الأنبياء _ الصحيحة 904 و 1040 ، وهو في صحيح أبي د اود باختصار السند برقم 4140 .
3- أن كثيرا من الناس حينما يطلب من شخص شيئا ما، يقول البركة فى ربنا وفيك أو مثلا عندما يتم الأمر يقول له هذا بفضل الله وانت وهذا لا يجوز و الصحيح أن نقول البركة فى الله ثم فيك أو تم هذا الأمر بفضل الله ثم بمساعدتك فلا ينبغى ان نساوى العبد بالمعبود جل وعلا فدائما يجب أن يكون الله سبحانه وتعالى فى الدرجة الأولى ثم يأتى بعد ذلك أى شىء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت "* ( حسن صحيح ) _ الصحيحة 136 و 139 و 1093 ..
4-عندما نذهب لتعزية أحدهم نجد أغلب الحاضرين يقولون البقية فى حياتك أو ربنا افتكره وهذا كله لا يجوز و الصحيح أن نقول البقاء لله إن لله و إنا إليه راجعون لله ما أخذ ولله ما أعطى لأن أى شخص منا لا يموت إلا بعد أن ينتهى عمره المقدر له ولا تكون هناك بقية،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
2135 حدثنا محمد بن المصفى الحمصي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم "* ( صحيح ) _ التعليق الرغيب 7/3 ، أحاديث البيوع ،الصحيحة 2607 ، المشكاة 5300 .
5-كثير من الناس إذا أصابتهم مصيبة يقولون يا عينى ،و يا حرام، يا خرابى و يالهوى وويلى أى الويل لى وكل هذا لا يجوز والصحيح أن نقول قدر الله وما شاء فعل و إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنى فى مصيبتى و أخلف لى خيرا منها،وقد سمعت من الشيخ الشعراوى أن من يقول يالهوى أو ياخرابى ترد الملائكة وتقول زادك الله لهوا أو زادك الله خرابا وأيضا لا يجوز الدعاء على النفس ،نسأل الله العفو والعافية لنا ولكم .
6-و أيضا هناك من يقول أنا عملت اللى على والباقى على ربناوهذا لا يصح لأنك عندما تخاطب مسئول تتحدث معه بأجمل العبارات ولله المثل الأعلى فعندما تتحدث عن الله او تخاطب الله فأنتقى أجمل العبارات فالأفضل أن نقول عملت اللى على و توكلت على الله.
7- كثير من الناس يقول ربنا موجود ولا يصح أن نقولها لأننا إن أمعنا النظر فيها لغويا نجد أنها اسم مفعول مثل مأكول أى وقع عليها فعل الفاعل فلا يجوز أن نقول ربنا موجود والصحيح أن نقول ربنا واجد لأنه هو من أوجد و خلق الجميع سبحانه وتعالى .
8-كثير منا يقول على مرض السرطان المرض الخبيث وقد سمعت الشيخ محمود المصرى يقول فى أحد دروسه الدينية أنه لا يجوز أن نقولها والصحيح أن نقول المرض الشديد لأن لا شىء يأتى من عند الله يكون خبيثا فكل شىء خلقه الله يعود بالخير والنفع على الانسان حتى المرض يطهر الله به عباده من الذنوب ،فعندما نزور المريض من الأدعية التى نقولها له (لا بأس طهور إن شاء الله).
9-كثير من الناس اذا حدث أمرا يقولون لا حول الله وهذا لا يجوز و الصحيح أن نقول لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم أى لا يحول الانسان من ارتكاب المعاصى الى القيام بالطاعات وتقوية العبد على أدائها إلا الله سبحانه وتعالى.
10-كثير من الناس فى الأماكن الشعبية يقولون رزق الهبل على المجانين وهذا لا يجوز لأن من يرزق الهبل والمجانين و العالم كله هو الله سبحانه وتعالى وليس احد غيره.ولا يصح ايضا ان نسب او ان نشتم احد.
11- كثير من الناس يقولون على الشخص قاسى القلب أو الظالم (لا بيرحم ولا بيخللى رحمة ربنا تنزل)وهذا لا يجوز لأن الله سبحانه وتعالى يقول فى الآية رقم 82 من سورة يس (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وبالتالى فلا يستطيع احد أن يمنع رحمة الله من النزول أو يمنع أمر قد قضاه الله على عبيده ويمكن ان نقول الراحمون يرحمهم الرحمن وارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء.
12-من الاخطاء الشائعة اننا نجد كثير من الناس يسبون الدهر أو الأيام أو الليالى أو الشهور وهذا لا يجوز مطلقا وهذا الحديث يؤكد ذلك[ لا تسبوا الدهر ؛ فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر ، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها ، وآتي بملوك بعد ملوك ] . ( صحيح ) _
لله عز وجل : يؤذيني ابن آدم ، يقول : يا خيبة الدهر ( وفي رواية : يسب الدهر ) . فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ؛ فإني أنا الدهر ؛ أقلب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما ] . ( صحيح ) _ قال المنذري : ومعنى الحديث ؛ أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة وإصابته مصيبة أو مكروه ؛ يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر ، كما كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول : مطرنا بنوء كذا . اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء ، فكان هذا كالاعن للفاعل ، ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء وفاعله ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
بل يجب علينا الرضا بقضاء الله وقدره دائما وان نقول قدر الله وما شاء فعل لكى نثاب بدلا من أن نأخذ ذنوب.
13- الكثير من الناس فى هذه الأيام يتشائمون من الأرقام أو عند رؤية قطة سوداء أو بومة أو من أشياء معينة وهذا لا يجوز لان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن الطيرة(التشاؤم)
3526 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة * ( صحيح ) _ الظلال 269 ، الصحيحة 786 : وأخرجه البخاري ومسلم .
3528 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن عيسى بن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل "* ( صحيح ) _ الصحيحة 430 ، غاية المرام 303 .
[ من ردته الطيرة ، فقد قارف الشرك ] . ( صحيح ) _ وزاد في رواية : قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : "يقول أحدهم : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك" .
*وقد تحدث الطيرة أيضا نتيجة لقراءة الكثير من الناس الطالع والكف او مطالعة الابراج فى الصحف والمجلات وهذا نهى عنه ايضا نبينا الكريم فيجب على هؤلاء الأشخاص أن يعلموا أنه كذب المنجمون ولو صدقوا وإليكم قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فى ذلك
"من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما قال لم تقبل له صلاة أربعين يوما "صحيح أخرجه مسلم وأحمد والبخاري في التاريخ الصغير
"من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد ( صلى الله عليه وسلم )" أخرجه البزار والحديث صحيح مخرج في الإرواء
وليعلم كل منا أنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا كما اخبرنا الله تعالى ورسوله الكريم
(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)سورة التوبة آية51
كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات :" احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) "
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى